آلتون كوپرو.. جرحنا الذي لايندمل

آلتون كوپرو.. جرحنا الذي لايندمل

بقلم : د. هجران قزانجي 

تحلُ علينا هذه الأيام الذكرى الحادية والثلاثين لمجزرة آلتون كوپرو الوحشية التي إرتكبها جلاوزة النظام الصدامي البائد بحق أهلنا التركمان من أبناء مدينة آلتون كوپرو التركمانية يوم الثامن والعشرين من شهر آذار من العام (١٩٩١) حيث جرى إقتياد أكثر من مائةَ مواطنٍ تركماني من المدنيين العزل من منازلهم في ذلك اليوم حيث تمت تصفيتِهم بعمليات إعدامٍ ميدانية في إجراءٍ إنتقامي كتنفيسٍ عن الحقد الأعمى الذي كان النظام الديكتاتوري يكنهُ ضد تركمان العراق

وجرت العادة ومنذ سقوط النظام الصدامي البائد أن يتمَ آحياء ذكرى هؤلاء الشهداء البررة من جانب أبناءِ شعبنا التركماني في إحتفال مركزي يقام في مقبرة الشهداء في مدينة التون كوپرو التركمانية حيث تضم ثُراهم تكريماً لتضحياتهم 

وكالعادة فإن البعض من السياسيين التركمان وكعادتهم منذُ أعوامٍ مضت يكونون في مقدمة الصفوف وتراهم يلقون الخُطب الرنانة والحماسية التي تستذكر تضحيات ومآثر شهدائنا البررة من ضحايا المجزرة ويؤكدون تكراراً ومراراً على عزمهِم السير على نهجهِم، والسؤال الذي يتبادرُ إلى أذهاننا جميعاً مفادهُ؟ هل فعلاً ساروا على نهجهِهم أم أنهُم تاجروا بدماءهِم طيلة الأعوام الماضية مثلما تاجروا بقضية تركمان العراق لتحقيق المنافع والمصالح الشخصية فقط لاغير

ومايُحزن القلب أن هؤلاء الشهداء البررة لم يتم وحتى يومنا هذا اعتبارهِم من ضمن ضحايا النظام الديكتاتوري البائد حالهم حال ضحايا مدينة حلبچة الكردية أو ضحايا الانتفاضة الشعبانية المجيدة في جنوب العراق والسبب أن لاأحد من السياسيين التركمان الذين دأبوا وطيلة السنوات الماضية على المتاجرة بدمائهِم كلّفَ نفسهُ بالمتابعة الجدية والمُخلِصة لقضيتهِم.ونحنُ نعيشُ أجواء هذه المناسبة الحزينة على قلوبنا أودُ التطرق كذلك إلى ماشهدتهُ مدينة كركوك خلال الأيام الماضية وأقصد هنا إحياء مناسبة عيد النوروز حيث رأينا الأجواء الإحتفالية التي أقامها مناصروا الحزبين الكرديين الرئيسيين ( الپارتي واليكيتي) ومناصروا منظمة پي كي كي الإرهابية بهذه المناسبة في قلعة كركوك وغيرها من الأماكن في ربوع هذه المدينة العراقية التي عُرفت بخصوصيتها وهويتها التركمانية منذُ الأزل، والأمَرْ أنهُم يحيونَ ويحتفلونَ بمناسبة هي في الأصل خاصة بالشعوب الناطقة بالتركية، حيث يتمُ الإحتفال بها وإحيائها في كُلِ ربوعِ العالم التركي منذُ أكثرَ من (١٥٠٠) عام، وبينما هؤلاء يحتفلون بعيد النوروز في كركوك وغيرها من المناطق التركمانية لم نرى سياسياً تركمانياً واحداً في كركوك بادرَ الى الدعوة لتنظيم الاحتفال وإحياء هذه المناسبة التي هي تقليدٌ وعِرفٌ تركي بإمتياز، لا بل وتصرفَ الجميع وكأن الأمرَ لايعنيهِم مِن قريبٍ أو بعيد، والظاهر أن هنالك أمورٌ أخرى تشغِلهم عن التفكيرِ بإحياء هذهِ المناسبة القومية التي يتمُ الاحتفاءُ بها في كُلِ ربوع العالم التركي يوم الحادي والعشرين من آذار مِن كُلِ عام