الفنانة التشكيلية آيشان الصالحي

الفنانة التشكيلية آيشان الصالحي 

د. عاصف سرت توركمن

أنجبت مدينة كركوك عددا ً كبيرا ً من الفنانين والرسامين والخطاطين والنحاتين التركمان الذين برعوا في عالم الفن، وأضافوا صبغة مميزة للفن العراقي بلوحاتهم الجدارية وبأعمالهم الفنية التي حصرت بين اطًرها أعباء السنين وعبَّرت عن هموم الشعب التركماني . وقد أضافت الفنانة التشكيلة السيدة آيشان الصالحي رونقا ً فنيا ً آخرا ً للفن التشكيلي العراقي من خلال لوحاتها الفنية التشكيلية … ويا تُرى من هي الفنانة التشكيلية آيشان الصالحي؟
وًلدت الفنانة التشكيلة آيشان محمد صالح الحاج حمدي بك الصالحي في الحادي عشر من شهر كانون الثاني (يناير) عام 1980م في محلة الحمزلية “حمزه لى” التابعة لتسعين القديمة ، وتنتمي الى عشيرة الصالحي المعروفة في كركوك ، وكان جدها المرحوم حمدي بك الصالحي من أكبر تجار كركوك وصاحب خان التمر المعروف بـ “خورما خانى” بالتركمانية في الصوب الكبير “صوب المصلى” ، وترتبط أيضا ً بصلة قرابة مع المرحوم رشاد بك الصالحي ابن عم جدها ، أما جدها من ناحية الأم فهو المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي مدير محطة القطار العالمية في بغداد .


دخلت المرحلة الإبتدائية بعمر خمس سنوات في مدرسة حليمة السعدية للبنات في منطقة تسعين القديمة ، وإضطرت عائلتها للإنتقال الى طريق بغداد بعد أن قامت السلطة العراقية السابقة بهدم محلة “حمزه لى” وتسعين القديمة . أنهت المرحلة الإبتدائية في مدرسة ابن جُبير الإبتدائية في منطقة طريق بغداد ، ودخلت معهد إعداد المعلمات عام 1993م بعد أن حصلت على معدل 88% في المرحلة المتوسطة لكون المعهد كان يقبل الطلبة من ذوي الدرجات العالية ؛ وكانت مدة التعليم في المعهد مدة خمس سنوات .
بدأت إهتمامها في فن الرسم في المرحلة الرابعة من معهد إعداد المعلمات ، وقامت برسم لوحة على جدران المعهد ، وأعدت معارض مشتركة خلال سنوات دراستها ، وقررت الدخول لقسم التربية الفنية في المعهد المذكور ومن خلالها بدأت بالأعمال اليدوية المختلفة وممارسة الرسم بصورة أكثر وبتوجيه من اُستاذ الرسم المرحوم الرسام حسين قره ناز .
أنهتْ معهد إعداد المعلمات بتفوق، وحصلت على معدل 92 % وكانت الأولى على محافظة كركوك ، وتم قبولها في كلية الفنون الجميلة / قسم الفنون التشكيلية/ فرع الرسم في جامعة الموصل ، وأكملت الكلية بتفوق وكانت من ضمن العشر الأوائل على الكلية عام 2003-2004م . وقد شاركت في عدد من المعارض التي اقيمت في الكلية كما وشاركت أيضا في عدد من المعارض التشكيلية التي أقيمت في مدينة الموصل ، وحصلت على كتب شكر وتقدير من رئاسة جامعة الموصل .
كان أول تعيين لها في محافظتها في المعهد التقني في كركوك / قسم تقنيات صناعة الملابس، وأثناء تلك الفترة أقامت معرضها الشخصي الأول عام 2005م في المؤتمر التركماني الذي أقيم في كركوك في قاعة النشاط المدرسي، وإستمر المعرض طيلة مدة المؤتمر ، وقد حضر المعرض عدد كبير من الشخصيات التركمانية من مختلف محافظات العراق . وأقامت معرضها الشخصي الثاني في قاعة الشهيد إسماعيل إبراهيم عام 2005 – 2006م .
تعينت من جديد عام 2007م دون إضافة خدمتها السابقة وأصبحت مُدرسة في ثانوية آلتون كوپرو للبنين في ناحية آلتون كوپرو ، وقامت بتعليم طلاب الثانوية فن الرسم ، وأقامت معرضها الشخصي الثالث في آلتون كوپرو عام 2008م وضم المعرض عدد من لوحاتها الفنية مع لوحات الطلبة ونماذج من الأعمال اليدوية .
وإشتركت الفنانة التشكيلية آيشان الصالحي أيضا في المعرض الذي أقيم في تركيا عام 2004م .
تم تكليفها بإدارة ثانوية في مركز مدينة كركوك وأصبحت معاونا إداريا وخلالها قامت بتدريس الطالبات فن الرسم والأعمال اليدوية وأقامت في المدرسة نفسها معرض كبير ضم جميع أعمالها مع لوحات خاصة بها . وبالإضافة الى فن الرسم فقد ظهرت قابليتها العالية في فن المسرح حيث ألَّفت بعض المسرحيات وقامت بإخراجها . كانت لها مشاركة فعلية في جميع المعارض الطلابية بالإضافة الى مشاركاتها في المسرحيات التراثية .
تم تكليفها في مديرية النشاط المدرسي بكركوك الشعبة التشكيلية ، وعملت فيها مدة سبع سنوات ، تعلمت ومارست أعمال الزخرفة أيضا ً بإشراف شيخ الخطاطين الأستاذ عوني النقاش الصالحي الذي منحها إجازة تعليم فن الزخرفة ، وشاركت في معرض الخط والزخرفة الذي أقيم في كركوك وحصلت على جائزة الحرف الذهبي عام 2015م .
أكملت دورة الصحافة في الموصل أثناء سنوات دراستها في الجامعة وعليه فقد حصلت على تكليف من مديرية التربية في قسم الإعداد والتدريب وحاليا تمارس عملها كمسؤولة إعلام قسم الإعداد والتدريب .
الفنانة التشكيلية آيشان الصالحي هي عقيلةالسيد أحمد يلماز سيد بهجت ده مرچى وهي اُم مثالية لثلاثة أطفال، ملك/ 2006 ، وسدف /2010 ، وأيوب /2017 وهي الابنة الوحيدة للعائلة من بين ثلاثة أشقاء .
قامت برسم لوحة تشكيلية تضم ذكريات محطة قطار كركوك وجدتها المسنة التي توفيت بعمر 93 سنة ، ومحطة قطار كركوك فيها ذكريات جدها المرحوم علي غالب رفيق الحمزاوي بالإضافة الى بعض المخطوطات .
والفنانة التشكيلية آيشان الصالحي هي عضوة الفنانين التشكيلين العراقيين وعضوة جمعية التشكيليين في محافظة نينوى وعضوة نقابة التشكيليين التركمان .