المصالح العليا للشعب التركماني

المصالح العليا للشعب التركماني

صباح حسين اوغلو

نظراً للتحولات الكبيرة و المتسارعة التي عصفت بالمنطقة وتقاطعات المصالح والمشاريع دولياً و إقليميا والاستقطاب والاحتراب المذهبي والعرقي والحزبي والفئوي داخليا والتي لعبت عليها الجهات المستفيدة بحرفية منقطعة النظير وتأثر النخب السياسية صناع القرار في المشهد العراقي بضغوط لأصحاب مشاريع خارجية طابعها الهيمنة والتوسع وفرض الأمر الواقع أحدثت فوضى عارمة وفساداً استشرى في جميع مفاصل الدولة حتى النخاع ومكنت للإرهاب ومهدت لإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة وفق المتغيرات الجديدة والتي بدورها هددت الهوية ومزقت الجغرافية وشردت وأفقرت مئات الآلاف وأرهبت الآمنين العزل من أبناء شعبنا التركماني وأياً كانت السيناريوهات المحتملة لاحقاً (بقاء الوضع على ما هو عليه, تقسيم الدولة , ارتباط بالمركز , إقليم خاص , تغيير الأقضية إلى محافظات……أ وأخرى) فانه بات من الأهمية بمكان ومن الأمور التي لا تحتمل التأخير أو التأجيل الوقوف وقفة جادة متأنية والتفكير ملياً في تدوين مشروعنا القومي والذي يمكن تلخيصه في المحاور التالية :

أولاً: الحفاظ على الهوية التركمانية: وتتضمن اللغة والتربية والتعليم والثقافة والتاريخ والمدنية والحضارة.

ثانياً: أمن المواطن والمجتمع والمؤسسات التركمانية.

ثالثاً: الحفاظ على الجغرافية التركمانية (عودة النازحين إلى مناطقهم وتعويضهم,وعودة الأراضي الزراعية والعقارات التي تمت مصادرتها من قبل النظام البائد إلى أصحابها الشرعيين إعادة بناء القرى التركمانية التي هدمها النظام البائد .

رابعاً: بناء الاقتصاد التركماني وتنميته( الحصول على نسبة من واردات النفط كتخصيصات في الميزانية والسعي لتقنين ذلك ,الاستثمار في المشاريع الزراعية والصناعية والتربية والتعليم و التعليم العالي والصحة والإسكان والاعمار والعقارات والنقل والمواصلات .

خامساً: السلطة والنفوذ:وتتمثل في كيفية إدارة المناطق التركمانية وفق السيناريوهات المختلفة الأنفة الذكر.

و هذه دعوة مشفوعة بالرجاء إلى كل مواطن تركماني حر أصيل يمتلك رؤية و صاحب فكر وخبرة وتخصص ممن كوته ألآم شعبه وحنكته التجارب و الأحداث أن لا يدخر جهداً في إثراء و اغناء هذا المشروع وبمختلف الوسائل والأساليب ما أمكن إلى ذلك سبيلا .

إن المشاريع العظيمة بعناصرها من الأفكار والخطط والقادة لا تولد إلا من رحم المعاناة والتحديات ونحن وان رآنا الآخرون في ضعف من قلة نفوذ وضعف إمكانات – وهو بلا شك ثمن للثبات على المبادئ وعدم تقديم التنازلات رغم المحن و الابتلاءات و الآلام و التضحيات – وهي رؤية بالتأكيد قاصرة و سطحية ومحدودة -إلا أننا على يقين من كوننا أحفاد أولئك الأفذاذ العظام الذين فتحوا الآفاق وحرروا البلاد والعباد وأقاموا دولاً للعدل على الأرض بمنهج السماء وأسسوا المدنيات وبنو الحضارات وصنعوا التأريخ وكتبوها بمداد من نور حتى بلغت فتوحاتهم تخوم الصين شرقاً ومشارف أوروبا غرباً وهذا ما شهدت به الأعداء قبل الأصدقاء , ولكي لا نمضي بعيداً فالواقع العراقي خير شاهد على ذلك فلا تكاد تخلو أية حكومة منذ تأسيس الدولة العراقية من رموز تركمانية وطنية كانت لها صولات وجولات وبصمات واضحة في خدمة البلد وفي مختلف المواقع القيادية وحالياً لا تمتلك أي مكون من مكونات الشعب العراقي من العقول الفذة وحملة الشهادات العليا والشهادات الجامعية وفي مختلف الاختصاصات ما نمتلكه و أنا لا أذكر هذا مباهاة والعياذ بالله ولكن أنوه وأنبه إلى أننا نمتلك جميع مستلزمات النهوض ولا ينقصنا إلا ترتيب البيت الداخلي و توجيه البوصلة وتحديد الخطوات وتجميع واستنهاض همم المخلصين – وهم كثر والحمد لله – والمضي قدماً لتحقيق الهدف .