في ذكرى رحيله.. الأديب والصحافي والتربوي قحطان الهرمزي

                                                 في ذكرى رحيله ..
                                                  الأديب والصحافي والتربوي قحطان الهرمزي

                                                  فلاح يازار اوغلو

الأديب والصحافي والتربوي قحطان نجاتي علي الهرمزي ولد عام 1936 في محلة بكلر بكركوك من عائلة أدبية وثقافية وسياسية معروفة وينتمي إلى عائلة الهرمزي التركمانية العريقة شقيقه الأكبر الفنان المسرحي عصمت الهرمزي وعمه الشاعر رشيد عاكف الهرمزي وابن عمه الإذاعي سعاد الهرمزي وابن عمه الأخر الكاتب والسياسي ارشد الهرمزي كبير مستشاري الرئيس التركي السابق عبدالله كول ..
درس الابتدائية والثانوية في كفري وطوز خورماتو وداقوق وكركوك لان والده كان موظفا حكوميا خدم في هذه المناطق .
وفي أواسط الخمسينيات القرن الماضي أسس قحطان الهرمزي جماعة كركوك الأدبية وضم عددا من الأدباء منهم على سبيل المثال لا الحصر الأدباء ( جليل القيسي وزهدي الداودي وجان دمو وسركون بولص ويوسف الحيدري وفاضل العزاوي ) وغيرهم ، وبعد أحداث مجزرة كركوك المأساوية عام ١٩٥٩، تألم قحطان الهرمزي جدا لما لحق قوميته التركمانية من أذى في تلك المجزرة الدامية ، مما دفعه إلى ترك جماعة كركوك .
وفي عام 1959 أنتخب قحطان الهرمزي رئيسا لإتحاد طلبة كركوك ، وبعد إكماله الدراسة الإعدادية دخل دورة تربوية وتخرج منها حاملا شهادة دبلوم وعين معلماً عام 1961 في إحدى قرى محافظة كركوك .. ثم نقل عام 1965 إلى احدى المدارس في مركز كركوك .
فاز الاديب قحطان الهرمزي في القصة القصيرة ( الموت في وسط المدينة ) بالجائزة الاولى عام 1965 في جريدة ( كل شيء ) ، وفاز إحدى قصصه بالجائزة التقديرية في مسابقة القصة للشعوب الناطقة بالتركية عام 1966 .
وفي عام 1969 انتخب التربوي قحطان الهرمزي سكرتيرا لنقابة المعلمين في كركوك ، وفي نفس العام نقل إلى مدرسة العراقية الابتدائية في القلعة بصفة معاون المدير .
وفي أيلول من عام 1971 عين مديرا لمدرسة العراقية التركمانية ، وبعد اشهر اعتقل في مديرية امن كركوك لمشاركته مع زملائه المعلمين التركمان في الإضراب الطلابي العام بكركوك في 2/تشرين الثاني عام 1971، وكاتب السطور كنت احد تلاميذه آنذاك في مدرسة العراقية الابتدائية في القلعة وتخرجت منها عام 1972 .
كان التربوي قحطان الهرمزي هادئاً ووقوراً ويهتم بتلاميذه ويلقي عليهم محاضرات حول الثقافة القومية وحب لغتهم الأم وأبناء جلدتهم والتضحية من اجلهما ، وكل يوم الخميس في مراسيم تحية العلم كنا نردد النشيد الوطني التركماني ( أند أولسون ماوى اسمانم سنا ) ..
و خلال الأعوام السبعينيات ظل ملاحقاً ومطارداً من قبل افراد الاجهزة الأمنية والحزبية مما اضطر إلى تقديم طلب للإحالة على التقاعد عام 1983 .
كان للأديب قحطان الهرمزي موهبة أدبية وشعرية منذ أيام الدراسة المتوسطة ويكتب قصصا قصيرة وروايات باللغة العربية وأوبرا وكتب نصوصا مسرحية باللغة التركمانية .
وفي عام 1970 انضم إلى الفرقة القومية التركمانية ( TMT ) وكتب نص المسرحية ليله بلا نهاية ( بيتميان كيجه ) وأخرجها الفنان أنور محمد رمضان .
كان الأديب قحطان الهرمزي عاطفيا جدا، وكان يتحرك دوما حسب ما تمليه عليه عاطفته الحساسة إلى جانب ذلك كان عاشقا متيما ظهرت حقيقته في قصائده ( الصافنازية ) .
بعد سقوط النظام عام 2003 شارك مع زملائه الأدباء في تأسيس اتحاد الأدباء التركمان واستلم منصب نائب الرئيس الاتحاد ثم بادر مع زملائه في إصدار جريدة للاتحاد باسم ( كركوك ) في حزيران من عام 2003 وأصبح مديراً للتحرير في الجريدة ..
في عام 2004 رشح مديراً لمدرسة بارش الابتدائية في كركوك من قبل الجبهة التركمانية العراقية واعفي عنها عام 2006 .
وفي عام 2004 استلم رئاسة اتحاد الأدباء التركمان في كركوك بعد استقالة زميله الأديب مولود طه قاياجي ، وكذلك عمل بصفة رئيس تحرير لجريدة كركوك والتي تحولت بعد شهر مايس من عام 2005 إلى مجلة شهرية أدبية والتي توقفت عن الصدور في شهر اب من عام 2007 .
وفي عام 2007 عمل محررا في جريدة توركمن ايلى ( الأدب والفن ) ، وفي عام 2008 أصبح محرراً في القسم العربي لمجلة توركمن ايلى ( الأدب والفن ) ، وفي عام 2008 قدم برنامجا من إعداده من على شاشة فضائية توركمن ايلى بعنوان ( النافذة الأدبية ) .
مؤلفاته الأدبية :
* كتاب ( أيام شديدة البؤس ) ديوان شعر باللغة العربية / بغداد ـ مطبعة الزمن عام 1962
* كتاب ( نخب العالم المنهار ) ديوان شعر باللغة العربية / كركوك ـ مطبعة الجمهورية عام 1968
* كتاب الشعر ( الخروج من الجنة رغبة ) ديوان شعر باللغة التركية / صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد ـ عام 1995
* كتاب ( قصائد الصافنازية ) / كركوك ـ عام 2002
* كتاب ( قارب في الصحراء ) أربع مسرحيات باللغة العربية / كركوك / عام 2005
* كتاب ( كسيح أمام المرقص ) مجموعة قصص قصيرة باللغة العربية / كركوك عام 2005
وللأديب الراحل قحطان الهرمزي العديد من القصص وديوان الشعر واوبرا غير مطبوعة وباللغتين العربية والتركية . وإضافة إلى مئات المقالات والدراسات نشرت في الصحف العراقية والتركية .
على هامش مشاركته في مؤتمر هيئة الإعلام والصحافة التركمانية العراقية في اسطنبول ، وبعد انتهاء المؤتمر عاد إلى أنقرة لإجراء بعض الفحوصات الطبية في احدى مستشفيات أنقرة بتركيا ، ولبى نداء ربه يوم 23 نيسان عام 2009 عن عمر ناهز (73 ) عاماً ونقل جثمانه الطاهرة إلى مدينته كركوك ودفن في مقبرة الشهداء بكركوك ..
نم قرير العين يا أبا اوزدمير لقد ناضلت بجسمك وقلمك وفكرك من اجل الحركة الأدبية والقضية التركمانية العادلة .. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ..